وصية زهير بن جَناب الكلبي لبنيه
يا بَنِيَّ قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَبَلَغْتُ حَرْسًا مِنْ دَهْري، فَأَحْكَمَتْني التَّجارِبُ، والأمورُ تَجْرِبَةٌ واخْتِبارٌ، فَاحْفَظُوا عَنِّي ما أقولُ وَعوهُ.
إيَّاكُمْ وَالْخَوَرَ عِنْدَ الْمَصائِبِ، والتَّواكُلَ عِنْدَ النَّوائِبِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ داعيَةٌ لِلْغَمِّ، وَشَماتَةٌ للعَدُوِّ، وَسوءُ ظَنٍّ بالرَّبِّ.
وإيَّاكُمْ أنْ تَكونوا بِالْأَحْداثِ مُغْتَرّينَ، وَلَها آمِنينَ، وَمِنْها ساخرينَ؛ فإنَّهُ ما سَخِرَ قَوْمٌ قَطُّ إلَّا ابْتُلُوا؛ ولكنْ تَوَقَّعوها؛ فَإنَّ الإنسانَ في الدُّنْيا غَرَضٌ تَعاوَرَهُ الرُّماةُ، فَمُقَصِّرٌ دونَه، ومُجاوِزٌ لِمَوْضِعِهِ، وَواقِعٌ عَنْ يَمينِهِ وَشِمالِهِ، ثُمَّ لا بُدَّ أنَّهُ يُصيبُهُ.
تحليل الوصيّة:
مناسبة الوصيّة : أحسّ زهير بن جناب بدنو أجله فجمع بنيه وأوصاهما هذه الوصية التي هي خاصّة تجربته الطويلة في الحياة إذ يقال إن زهير عمّر طويلا وعاش الكثير من التجارب وخاض الحروبات الكثيرة وكان يسمّى الكهّانة لصحة رأيه وحكمته، ولذلك عندما شعر باقتراب لحظة الموت وقرب مفارقته للحياة أراد أن ينقل لبنيه وصية تحمل العبر التي استخلصها من الحياة الطويلة.
معاني الكلمات:
حرسًا: مدّة طويلة من الزمن.
أحكمتني: جعلتني حكيمًا وسديد الرأي.
وعوه: من "وعى يعي" أي افهموه وأدركوه.
الخَوَر: الضعف والانكسار والانهزام.
التواكُل: الاعتماد على الآخرين والاستسلام.
النَوائِب: جمع نائبة، أي المصيبة.
داعية: سبب.
الغَمّ: الحزن والهم.
شماتة العدو: فرح العدو بما يصيب الإنسان من مصائب وأحزان.
الأحداث: وقائع الدهر.
مغترّين: مخدوعين.
ساخرين: هازئين ومستخفّين.
امرؤ: رجل أو إنسان.
ابتُلي: أصيب بمصيبة.
استعفوا منها: احذروها وابتعدوا عنها وتجنّبوها.
غرض: هدف.
تُعاوَره الرماة: يتداوله رماة السهام ويرمونه واحدًا بعد الآخر.
مُقصّر دونه: السهم لا يصل إلى الهدف ولا يصيبه.
مُجاوز لموضعه: السهم يتجاوز الهدف ولا يصيبه.
شرح الوصيّة :
تقسم الوصيّة إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة:
أ. إحالة إلى زهير بن جناب (قالوا : أوصى زهير بن جناب بنيه فقال) هذه الإحالة عبارة عن إسناد يدلّ على أنّ هذا القول شاع بين الناس وتداولوه لحسن معانيه ولكن لم يحددوا من الذي نقل هذه الوصية بالتحديد لا سيما وأن هذه الوصية خاصّة جدًا نقلت للبنين فقط ومنهما انتشرت وشاعت.
ب. المقدّمة : يبدأ زهير وصيته بالنداء للتنبيه، ويضيف ياء المتكلم لبنيّ حتّى يوكد على القرابة والصلة التي تربطه بهما . ويمهد للوصية من خلال قوله إنه قد كبر في العمر وكلما كبر الانسان بالعمر زاد تجربة وحنكة وخبرة في التعامل مع أحداث الحياة، ويؤكد هذا المعنى من خلال قوله وبلغت حرسًا من دهري، أي أنّه يوكد المعنى السابق" أنه كبر في السنّ " وتعمقت تجاربه وخبراته في الحياة . وبسبب هذا العمر الطويل" أحكمتني التجارب "أي أن تجارب الحياة منحتني الحكمة وسدادة الرأي وبعد النظر في أمور الحياة . و" الأمور تجربة واختبار "أي أن الرأي القويم والحكمة تستمد من التجربة، إن لم تجرب لن تكتسب المعرفة والدراية وبعد النظر . ويختم زهير بن جناب المقدمة بجملة إنشائيّة طلبيّة يأمر فيها ابنيه أن يحفظا ما يقوله بمعنى أن يحفظاه ويسيرا بحسبه ويفهمه ويدركا أهميته . وأسلوب الطلب مهم جدًا في الوصايا إذ إن الغرض من الوصية هو الوعظ والإرشاد فهو نتيجة تجربة عميقة في الحياة يريد الأب نقلها لولديه حرصًا عليهما وحتّى لا يقعا في بالتجربة،
هذه المقدمة القصية، أكدّ الأب لبنيه أن الوصية التي سينقلها لهما هي خلاصة تجربته مما يدلّ على أهمية ما سيقوله، وبهذا هيّأهما ذهنيًا لقبول النصائح والوصايا.
ج: المتن : يطلب زهير بن جناب من بنيه طلبين
- "إياكم والخوار عند المصائب والتواكل عند النوائب"، يستعمل زهير بن جناب أسلوب التحذير من خلال كلمة إياكم وهي تعتبر مفعولا به لفعل محذوف هو أحذر كذلك الخور يعتبر مفعولا به للفعل المحذوف احذر . يستعمل زهير هذا الأسلوب لينبه بنيه إلى ضرورة اجتناب الخور والتواكل، أي يحذرهما من الضعف والاستسلام وقت الشدائد بل يطلب منهما بشكل غير مباشر مواجهة الشدائد بقوة وثبات . ويحذرهما من التواكل أي الاعتماد على الآخرين في حلّ أزماتهم أي يحثهما على حلّ أزماتهما والخروج من مشاكلهما بنفسهما وألا يعتمدا على أحد فليس هنالك أفضل من نفس الإنسان ليقوم بالعمل بالطريقة المطلوبة والمرجوة.
ويعلل زهير بن جناب سبب نصيحته هذه بقوله إنّ الخور والتواكل يجلبان الهم والحزن ويشمتان الأعداء بكما، كذلك الخور والتواكل هما سوء ظن بالله بأن اللٰه لن يفرّج الهمّ ولن يخرجهما من الأزمة وهذا يدل على عدم الإيمان والثقة بقدرة اللّٰه على إخراج عباده من الأزمات كونه يخطط حياة كل فرد ويقوده إلى المسار الأفضل لحياته.
-" إياكم أن تكونوا بالأحداث مغترّين ولها آمنين ومنها ساخرين "يحذر زهير بن جناب بنيه من الاغترار بالدهر، أي الانخداع بما يقدمه الدهر من رخاء ومال وسعادة، ويحذرهما من الاطمئنان إلى الدهر والظنّ بدوام الحال، والسخرية والتهاون بالدهر وعدم التفكير بالمستقبل والأيام القادمة، فالدهر لا يؤتمن جانبه بحسب زهير.
يوضّح ويعلّل زهير سبب هذه النصيحة، بقوله إنّ كل من سخر من الدهر واستهان بالأيام القادمة، ولم يحسب حسابًا للمستقبل، واغتر بالسعادة الآنية، ابتلاه الدهر بنائبة ومصيبة جعلته يراجع كل حساباته، كذلك الأمر بالنسبة للحديث عن الناس والبشر فلا تسخروا من الناس فالله يبتليكم بعيوبهم التي سخرتم منها مرّة. ويستعمل زهير" لكن " للإستدراك فيقول اعملوا عكس ذلك أي احذروا الدهر وتقلبه وتوقعوا ضربات الدهر ومصائبه.
ويعلل كذلك السبب الذي يدفع الإنسان لتوقع الأزمات ووضعها ضمن الاعتبارات التي يواجهها . فيقول" فإنما الإنسان غرض تعاوره الرّماة فمقصّر دونه، ومجاوز لموضعه، وواقع عن يمينه وشماله ثم لا بدّ أنّه مصيبُه "أي أن زهير يشبه الإنسان بالهدف الذي يقف أمام رماة السهام، ورماة السهام كناية عن الدهر الذي يوقع الإنسان بالمصائب والمشاكل ويحاول عرقلة مسيرته، فقد يرمي الرماة سهامهم فتقصر ولا تصل إليه وتصل لمن قبله من البشر، وقد تتجاوزه الأزمات فتصل السهام إلى من بعده، وقد تجاوره السهام وتصل إلى من بجواره من البشر ولكن ولا بدَّ يومًا أن تصيبه سهام القدر فلا نجاة من سهام القدر ومصائبه، فالنازلة لا بد نازلة بالإنسان وستصيبه حتمًا يومًا ما ولذلك يدعو زهير ولديه لإستعداد لذلك فلا يدري الإنسان متى تصيبه سهام القدر وتوقع به الخسائر الكثيرة.
لا توجد خاتمة لهذه الوصية، بشكل عام تختم الوصية في العصر الجاهلي بتلخيص موجز لما ورد في الوصيّة والامنيات بالتوفيق والسير بحسبها، وفي العصر الاسلامي الرجاء بأن يوفقهم اللّه ليعملوا بحسب الكلام المدرج في الوصيَّة..
الأساليب المستخدمة في الوصيّة هي:
1. الأسلوب الإنشائيّ والتّعابير الإنشائيّة والخطاب المباشر:
أسلوب السجع:
الازدواج:
وهو إيراد جملتين لهما نفس المعنى: "كبرت سنّي وبلغت حرسًا من دهري"، "عند المصائب وعند النوائب".
والغرض بشكل عام من تكرار المعنى هو الإقناع بأهمية الموضوع الذي يتحدث عنه الموصي.
التفصيل:
أورد زهير جملة عامّة وفصّلها، الجملة العامّة: "الإنسانُ غرض تعاوره الرماة".
التفصيل: بعض السهام تقصّر في الوصول "مقصّر دونه"، وبعضها الآخر تتجاوز الإنسان "مجاوز له"، وبعضها تقع عن يمينه وأخرى عن شماله "وواقع عن يمينه وشماله"، وبعضها يصيبه "ثمّ لا بد أنه مصيبه". أي أعطى زهير الاحتمالات الثلاثة التي قد تحدث عند رمي القدر لسهامه.
الأساليب البلاغيّة:
إضاءات على أسئلة البجروت:
أسلوب الخطاب المباشر باستخدام ضمائر الخطاب: "احفظوا"، "إياكم"، "إياكم أن تكونوا"، "استعفوا منها وتوقعوها...".
كذلك الأمر والطلب هي من أساليب الخطاب المباشر.
الغرض من استخدام هذا الأسلوب هو الإرشاد والتوجيه، لأن الوصايا من النصوص الإرشاديّة، ومن خلال الإرشادات تضمن وصول النّصائح التي تساعد على استيعاب وإقناع المتلقي.
فالتوجه المباشر للمخاطب يفرض استخدام ضمائر الخطاب المباشر، كذلك الأمر بما يجب ولا يجب مع إرفاقه بالتعليل المناسب يساهم في إقناع المتلقي، وكذلك منع وقوع المتلقي في الخطأ.
استخدام أسلوب السجع:
السجع: وهو توافق الفاصلتين في آخر ما تنتهي كل منهما من حروف.
والسجع فن معروف وأسلوب متبع في النثر الجاهليّ بشكل خاص، من خطب، حكم، وصايا ومواعظ.
في الوصيّة:
أهميّة هذا الأسلوب للمتلقي تكمن في جذب اهتمامه وتشويقه لإكمال قراءة الوصيّة، وكذلك تساهم في الانتقال بشكل سهل بين المواضيع المختلفة في الوصيّة، بالإضافة إلى لفت انتباه المستمع بالإيقاع الصوتي الذي يميّز الوصيّة.
3. استخدام العبارات والجمل القصيرة له أهمية كبيرة في الوصيّة:
4. استخدم زهير بن جناب أسلوب الشرح والتعليل لكل مطلب طلبه:
نماذج أسئلة امتحانات سابقة:
من "وصيّة زهير بن جناب لبنيه"
دليل الإجابات بجروت الّلغة العربيّة موعد صيف، 2016 رقم النّموذج: 20181 من "وصيّة زهير بن جناب لبنيه"
قالوا: أوصی زهيْر بن جناب بنيه فقال:
یا بنِيَّ قدْ كَبرتْ سِنِّي، وَبَلغْتُ حَرسًا مِنْ دَهْري، فأحْكَمَتْني التَّجاربُ، والأمورُ تَجْربَةٌ واخْتبارٌ، فاحْفَظوا عَنِّي ما أقولُ وَعوهُ.
إيّاكم وَالْخورَ عِنْدَ المَصائبِ، والتّواكُلَ عِنْدَ النوائبِ؛ فإنَّ ذلكَ داعيةٌ للْغمِّ، وشَماتةٌ للعَدُوِّ، وَسوءُ ظنٍّ بالرّبِّ.
وإيّاكم أنْ تكونوا بِالْأحْداث ِ مُغْتَرينَ، وَلَها آمِنينَ، وَمِنْها ساخرينَ؛ فإنّهُ والله ما سَخِرَ امرؤ قطُّ إلَّا
وابتلي؛ ولكنْ استعفوا منها، وتَوقّعوها؛ فإنَّ الإنسان في الدُّنيا غَرَضٌ تعاوَرهُ الرّماةُ، فمُقَصِّرٌ دونه، ومُجاوزٌ لمَوْضِعهِ، وَواقعٌ عَنْ يَمينهِ وشِمالهِ، ثُمَّ لا بدَّ أنهُ مصيبهُ.
الأسئلة:
أ. بيّن بلغتك معتمدًا على النّصّ أعلاه لماذا يحضّ زهير بنيهِ على تلقّي وعظه.
لأنه رجل طاعن في السّنّ، عاش عمرًا مديدًا وخاض تجارب الحياة واستفاد منها فأصبح حكيما متكامل الإدراك والفهم، إضافة إلى مكانتهم عنده وحبه لَهم؛ إذ خصّهم بعصارة تجاربه وحكمته في هذه الحياة فهو يحرص على أن يفهموا أنهم أمام رجل حكيم، وعليه فهو مصدر ثقة، ولذلك لا بدّ لَهم من الاستماع لأقواله والعمل بموجبها.
ب. بيّن بلغتك عاقبة الانخداع بالأحداث والأمان لها والسّخرية منها.
العاقبة:- فإنه والله ما سخر امرؤ قط إلا ابتلي؛ ولكن استعفوا منها وتوقعوها.
من يستهن بالمصائب يصب بِها، لذا من الصّواب تجنّبها وتوقّعها، والحذر من مفاجآتها، وبكلمات أخرى يبيّن أن الإنسان يجب أن يقدّر حقيقة شدّتها، وألّا ينخدع ويطمئن إليها لئلّا يبتلى، وعليه أن يتوقّع الأحداث ويستعدّ لهَا. فالسّعادة لا تدوم، والحياة لا تبقى على حال واحدة فسمتها التّقلّب والتّبدّل، والمصائب لا بدّ وأن تنزل بمن يسخر منها ولا يتوقّعها.
جّ . يظهر استخدام أسلوبَ السّجع والجمل القصيرة في النصّ أعلاه في عدّة مواضع.
عيّن مثالين لكلّ أسلوب، ثمّ بيّن غرضًا واحدًا لاستخدام كلّ منهما.
-السّجع: مصائب، نوائب، مغترين، آمنين، ساخرين أغراض السّجع:
-إضفاء إيقاع موسيقيّ على النّصّ.
-التّأثيْر في المتلقي ولفت انتباهه واهتمامه وإقناعه بصحّة ما يرمي إليه الكاتب.
-استئناس النّفس للكلام ليقع فيها سهلًا للفهم وسريعًا للحفظ.
-جعل العبارات المنتهية بالسّجعات المتشابِهة بارزة تتميّز بالتّأكيد المطلق.
-تقسيم النّصّ إلى وحدات قصيرة ذات إيقاع داخليّ يتّسم بالحركة السّريعة.
-تسهيل الفهم والحفظ .
-الوقوف على أهميّة المعنى
-الجمل القصيرة: فأحكمتني التّجارب، والأمور تجربة واختبار.
أغراض الجمل القصيرة:
-الإيجاز
-جعل الفكرة مفهومة
-التّقطيع اللّغويّ
-سهولة الحفظ والفهم
-نقل المعنى المباشر
-تكثيف المعاني تقديم معانٍ عديدة بكلمات قليلة
بجروت اللّغة العربيّة موعد شتاء، 2020 رقم النّموذج: 20181 من "وصية زهير بن جناب لبنيه"
في النّصّ أعلاه يوجّه زهير بن جناب تحذيرين لبنيه، ويبيّن عواقب عدم الامتثال لكلّ منهما.
أ. بين بلغتك التّحذير الأوّل، وعاقبة عدم الامتثال لهذا التّحذير.
ب. بيّن بلغتك التّحذير الثّاني، وعاقبة عدم الامتثال لهذا التّحذير.
تشمل وصيّة زهير عدّة عناصر أسلوبيّة.
ج. عيّن اثنين من هذه العناصر.
د. بين غرضًا واحدًا لكلّ واحد من هذين العنصرين..
دليل الإجابات بجروت اللّغة العربيّة موعد شتاء، 2020 رقم النّموذج: 20181 من "وصيّة زهير بن جناب لبنيه "
في النّصّ أعلاه يوجّه زهير بن جناب تحذيرين لبنيه، ويبيّن عواقب عدم الامتثال لكلّ منهما.
أ-بين بلغتك التّحذير الأوّل، وعاقبة عدم الامتثال لهذا التّحذير.
التّحذير الأول: إیّاكم والخور عند المصائب، والتّواكل عند النوائب
يُحذّر زهير بنيه من الضّعف أمام المصائب، واتّكال الواحد منهم على الآخر وقت الشّدائد ويعلّل ذلك "العاقبة" فإنّ ذلك داعية للغمّ، وشَاتة للعدوّ، وسوء ظنّ بالرّبّ.
الحزن والأسى, ما يُفرح العدوّ , ويجعله يشمت فيهم , والكفر
إنّ العدوّ يفرح بحزنك ويشمت بك، إضافة إلى أنّ اتّكالك على الآخرين فيه من الكفر، لأنّ الله سبحانه وتعالى يقيس صبرك وتحمّلك من خلال وقوفك أمام مشاكلك ومواجهتك لها.
ب-بين بلغتك التّحذير الثّاني، وعاقبة عدم الامتثال لهذا التّحذير.
التّحذير الثّاني: وإیّاكم أن تكونوا بالأحداث مغترّين، ولها آمنين، ومنها ساخرين يُحذّر زهير بنيه من الاستهانة بالمصائب، واستصغار شأنها، والاطمئنان إليها.
ويعلّل ذلك "العاقبة" (فإنّه والله ما سخر امرؤ قطّ إلا ابتلى؛ ولكن استعفوا منها وتوقعوها
من يستهن بالمصائب يصب بِها، لذا من الصواب تجنّبها وتوقّعها والحذر من مفاجآتها، وبكلمات أخرى يبيّن أنّه على الإنسان أن يقدر حقيقة شدّتها، وألّا ينخدع ويطمئن إليها لئلّا يبتلى، وعليه أن يتوقع الأحداث ويستعد لها .
تشمل وصية زهير عدة عناصر أسلوبية.
ج-عيّن اثنين من هذه العناصر.
د-بيّن غرضًا واحدًا لكلً واحد من هذين العنصرين.
نختار أسلوبين من الأساليب التّالية للإجابة عن قسم ج ونذكر الغرض من كلّ منهما للإجابة عن قسم د -
1-النّداء يا- بنيّ
أغراض النداء:
-لفت الانتباه.
-الطّلب من المخاطب.
-الإغراء.
-التّقرّب والتّودّد والاستعطاف .
-بيان العلاقة بين المنادي والمنادى.
-إشعار المخاطب بمكانته.
2-التّوكيد: وجاء بعدة طرق :
• استخدام قد وِاِلفعل الِماضي: قد كبرت سِنّي
• الترّادف: قدْ كَبرتْ سنّي، وَب لغْتُ حَرسًا منْ دَهْري
• استخدام إنّ الحرف المشِبّه بالفعل: فإنَّ ذِلكَ داعيةٌ لِلْغِمّ
• الحصر والقصر: ما سَخرَ امْرؤٌ قطُّ إلَّا ابْتليَ، فإنّمَا الإنسانَ في الدُّنيا غَرَضٌ تعاوَرهُ الرماةُ
• القسم: والله
أغراض التوكيد:
-ترسيخ الفكرة في ذهن المتلقي.
-تأكيد الفكرة والمعنى المراد.
-توضيح صدق ما يقوله.
-إ قناع المتلقّي بما يقال.
-إزالة الشّكوك والشّبهات عن الفكرة.
3-التّرادف أو الازدواج: قدْ كَبرتْ سِنِّي، وَبلغْتُ حَرسًا مِنْ دَهْري
-ترسيخ الفكرة في ذهن المتلقّي.
- تأكيد الفكرة والمعنى المراد.
-توضيح الفكرة.
- إقناع المتلقّي بما يُقال.
-إزالة الشّكوك والشّبهات عن الفكرة.
4-الحصر والقصر: ما سَخِرَ امْرؤٌ قطُّ إلَّا ابْتليَ، فإنّما الإنسانَ في الدُّنيا غَرَضٌ تعاوَرهُ الرماةُ أغراض الحصر والقصر:
-نقض احتمالات أخرى .
-المبالغة في الأمر .
-التّخصيص .
-نفي حكم عن الكلّ وإثباته في المحصور .
-التّوكيد
5- القسم: والله
-ترسيخ الفكرة في ذهن المتلقّي.
- تأكيد الفكرة والمعنى المراد.
-توضيح صدق ما يقوله.
-إقناع المتلقّي بما يقال.
-إزالة الشّكوك والشّبهات عن الفكرة.
6-الطّلب باستخدام أفعال الأمر: احفظوا، وعوه، اسْتَعْفُوا
-خطاب مباشر.
-توجيه الطّلب.
-إزالة الحواجز مع المتلقّي.
-الإرشاد
-التّحذير
-الوعظ
-الحثّ
7-التّحذير: إیَّاكُمْ وَالْخورَ، وإیَّاكُمْ أنْ تكونوا بِالْأحْداثِ مُغْتَرّينَ
-الإرشاد
-الوعظ
8-الطباق : مقصّر ومجاوز، يمينه وشَماله الغرض منه
-توضيح الفكرة.
-إظهار كلّ الاحتمالات
-اقناع المتلقّي
9-التّشبيه: فإنّما الإنسانَ في الدُّنيا غَرَضٌ تعاوَرهُ الرماةُ أغراض التّشبيه:
-تقريب الفكرة للمتلقّي وتجسيدها
-توضيح الفكرة من خلال الإتيان بحالة أو صورة مشابِهة لهَا.
-جعل الفكرة ملموسة.
10-السّجع: مصائب، نوائب أغراض السّجع:
-إضفاء إيقاع موسيقيّ على النّصّ.
-التّأثير في المتلقّي ولفت انتباهه واهتمامه وإقناعه بصحّة ما يرمي إليه الكاتب.
-استئناس النّفس للكلام ليقع فيها سهلا للفهم وسريعا للحفظ.
-جعل العبارات المنتهية بالسّجعات المتشابِهة بارزة، تتميّز بالتّأكيد المطلق.
-تقسيم النّصّ إلى وحدات قصيرة ذات إيقاع داخليّ يتّسم بالحركة السّريعة.
-تسهيل الفهم والحفظ .
-الوقوف على أهميّة المعنى
11-التّعليل: فهو يطلب ويحذر ثمّ يبيّن سبب طلبه أو تحذيره: فإِنَّ ذلكَ داعيةٌ للغمِّ، وشَماتةٌ للعَدُوِّ، وَسوءُ ظنٍّ بالربِّ، قوله هذا تعليل لتحذيره السّابق إیَّاكُمْ وَالْخورَ عِنْدَ الْ مَصائبِ، والتّواكُلَ عِنْ َ النّوائبِ أغراض التّعليل:
-إيراد أسباب وحجج وبراهين وأمثلة.
-شرح موقف زهير.
-إقناع المتلقّي.
-إيراد المبرّرات لطلباته وتحذيراته.
وسنطبّق الامر على تحذيرات زهير:
التّحذير الأوّل: إیّاكم والخور عند المصائب، والتّواكل عند النّوائب
يُحذّر زهير بنيه من الضّعف أمام المصائب، واتّكال الواحد منهم على الآخر وقت الشّدائد والتّعليل) العاقبة (فإنّ ذلك داعية للغمّ، وشَماتة للعدوّ، وسوء ظنّ بالرّبّ.
الحزن والأسى مِا يفرح العدو ويجعله يشمت فيهم، والاتّكال على الآخرين في حلّ المصائب يعدّ كفرُا، لأنّ الله سبحانه وتعالى يمتحن الإنسان وقت الشّدائد.
التّحذير الثّاني: وإیّاكم أن تكونوا بالأحداث مغترّين، ولَها آمنين، ومنها ساخرين يُحذّر زهير بنيه من الاستهانة بالمصائب، واستصغار شأنها، والاطمئنان لها
والتّعليل - العاقبة:( فإنّه والله ما سخر قوم قطّ إلا ابتلوا؛ ولكن استعفوا منها وتوقّعوها
من يستهن بالمصائب يصب بهِا، لذا من الصواب تجنّبها وتوقّعها والحذر من مفاجآتها، وبكلمات أخرى يبيّن أنّ الإنسان يجب أ ن يقدّر حقيقة شدّتها، وألّا ينخدع ويطمئن لها لئلّا يبتلى، وعليه أن يتوقّع الأحداث ويستعد لَها.
12-التّقسيم: ، فمقصّر دونه، ومجاوز لموضعه، وواقع عن يمينه وشَماله، ثمّ لا بدّ أنّه مصيبه.
أتى هُنا على كلّ الاحتمالات الّتي يمكن أن يصل إليها السّهم
أغراض التّقسيم:
وهو تقسيم الكلام على جميع أنواعه، فلا يخرج منها جنس من أجناسه، بحيث يأتي الكاتب على جميع أقسام الشّيء
-استيفاء الكلام واحتمالاته
-ذكر أبعاد المعاني المقسّمة
-تفصيل ما يدور في النّفس أو في القلب أو في العقل من هواجس، مشاعر، عواطف ، أفكار وغيرها
-عدم إتاحة مجال التّساؤل فيما قُسّم من الكلام.
13-الجمل القصيرة: فأحكمتني التّجارب، والأمور تجربة واختبار أغراض قصر الجمل:
-الإيجاز
-جعل الفكرة مفهومة
-التّقطيع اللّغويّ
-سهولة الحفظ والفهم
-نقل المعنى المباشر
-تكثيف المعاني تقديم معانٍ عديدة بكلمات قليلة
بجروت اللّغة العربيّة، موعد خاصّ، آب 2020، رقم 20181
يورد زهير أسبابًا لحضّه لبنيه على تلقّي وعظه.
أ. وضّح بلغتك اثنين من هذه الأسباب.
ب. بيّن بلغتك عاقبة الانخداع بالأحداث والأمان لها والسّخرية منها، بحسب وعظ زهير لبنيه.
يظهر استخدام أسلوبَّ السّجع والجمل القصيرة في النّصّ أعلاه في عدّة مواضع.
ج. عيّن مثالين لكلّ أسلوب.
د. بيّن غرضًا واحدًا لاستخدام كلّ من الأسلوبين.
دليل الإجابات بجروت اللّغة العربيّة، موعد خاصّ، آب 2020، رقم 20181
وصيّة زهير بن جناب لبنيه يورد زهير أسبابًا لحضّه لبنيه على تلقّي وعظه.
أ. وضّح بلغتك اثنين من هذه الأسباب.
من أسباب حضّ زهيْر لبنيه على تلقّي وعظه، مثل: تقدّمه في العمر، تجربته في الحياة، حكمته الّتي اكتسبها من الحياة.
ب. بيّن بلغتك عاقبة الانخداع بالأحداث والأمان لها والسّخرية منها، بحسب وعظ زهير لبنيه عاقبة الانخداع بالأحداث والأمان لها والسّخرية منها، لأنّ الإنسان يجب أ ن
يقدّر حقيقة شدَّتِها، وألّا ينخدع ويطمئنّ إليها لئلا يبتلى، وعليه أن يتوقّع الأحداث ويستعدّ لَها.
يظهر استخدام أسلوبَّ السّجع والجمل القصيرة في النّصّ أعلاه في مواضع عدّة .
ج. عيّن مثالين لكلّ أسلوب.
أسلوب السّجع: إیّاكم والْخور عند المصائب، والتواكل عند النوائب، إیّاكم أن تكونوا بالأحداث مغترّين، ولها آمنين، ومنها ساخرين.
الجمل القصيرة: قد كبرت سني، وأحكمتني التّجارب.
د. بيّن غرضًا واحدًا لاستخدام كلّ من الأسلوبين.
على الطالب أن يبين غرضا واحدًا لاستخدام كلّ من الأسلوبين:
من أغراض السّجع: تسهيل الفهم والحفظ، لفت انتباه المتلقّي، الوقوف على أهميّة المعني، إضفاء إيقاع موسيقيّ داخليّ.
من أغراض الجمل القصيرة: نقل المعنى المباشر، إتاحة الفهم والحفظ للمتلقّي، الإيجاز، تقديم معان عديدة بكلمات قليلة، تكثيف المعاني.
موعد الامتحان: صيف، 2021 رقم النّموذج: 20181 الفصل الأوّل: النّصوص الأدبيّة والأنواع الأدبيّة
يوصي زهير أبناءه كيفية التّصرّف إزاء المصائب.
أ. اشرح بلغتك ماذا يوصي زهيْر أبناءه بِهذا الشّأن، ثم بيّن تبريره لذلك.
ب. بيّن بلغتك كيف ينصح زهير أبناءه بالتّصدّي للمصائب.
يتضمّن النّصّ أعلاه جملًا خبريّة وأخرى إنشائيّة.
ج. عيّن مثالين للجمل الخبريّة، ومثالين للجمل الإنشائيّة .
د. بيّن غرضا واحدا لإيراد كلّ من هذين النّوعين من الجمل في هذه الوصيّة.
دليل الاجابات موعد الامتحان: صيف، 2021 رقم النّموذج: 20181 وصي زهير أبناءه بكيفية التّصرّف إزاء المصائب.
أ. اشرح بلغتك ماذا يوصي زهير أبناءه بهِذا الشّأن، ثمّ بيّن تبريره لذلك.
يطلب زهير من أبنائه: عدم الضعف والْخوف والهلع الشديد عند الوقوع في المصائب وعدم الاستسلام لها، ثمّ يبيّن تبريره لذلك؛ فالمصائب هي من أقدار الحياة، ومهما حاول الإنسان أن يهرب منها فإنّها سوف تصيبه. إنّ الضّعف والتّواكل من شأنه أن يجلب الهمّ ويسبّب الغمّ والحزن، ويفرح الأعداء إلى حدّ الشّماتة بِهم، كما ويؤدّي إلى غضب الرّبّ وسوء الظّنّ به وعدم كسب ثقته، فالمشاكل جزء من الحياة قد تواجه الإنسان يوما لذلك عليه أن يتوقّعها وأن يكون جاهزا لمواجهتها كما ينبغي.
ب. بيّن بلغتك كيف ينصح زهير أبناءه بالتّصدّي للمصائب.
تبيين كيف ينصح زهير أبناءه بالتّصدّي للمصائب: على الإنسان أن يتحمّل المصائب ويتوقّعها وعليه الاستعداد لها والصّمود أمامها، والحذر من مفاجآتها عند وقوعها، وأن يُحسن الظّنّ بالله تعالى، وأن يقوم بما ينبغي ليدفع الأذى عنه، دون خوف ودون تواكل وتنصّل من المسؤولية.
يتضمن النص أعلاه جملًا خبريّة وأخرى إنشائيّة.
ج. عيّن مثالين للجمل الخبريّة، ومثالين للجمل الإنشائيّة.
- من الجمل الخيريّة: الجمل الاسمية )الأمور تجربة واختيار، إن ذلك داعية للغمّ، إنّما الإنسان في الدّنيا غرض تعاوره الرّماة ،أي: أنّه هدف للأذى. الجمل الفعليّة: " قد كبرت سنّي "، " بلغت حرسا من دهري "، " أحكمتني التجارب .... " من الجمل الإنشائيّة: النّداء )یا بنيّ(، التّحذير ) إيّاکم ( ، الطّلب ) احفظوا ، استعفوا ، توقعوها . )
د. بيّن غرضًا واحدًا لإيراد كلّ من هذين النّوعين من الجمل في هذه الوصيّة.
من أغراض إيراد الجمل الخبريّة:
▪ تتضمّن حقائق ومضامين أراد صاحبها أن يوصل من خلالها دروسًا ونصائح ومواعظ إلى سامعيه. تحمل الجمل الاسميّة حقائق ثابتة ومؤكّدة أكثر من غيرها التّعبيْر عن وجهة نظر زهير.
▪ إيصال حكم زهير وتجاربه وخبراته بصورة واضحة ومبسّطة ومباشرة من أجل الإقناع والتأثير في نفوس بنيه أوّلًا والمتلقي ثانيا.
▪ تمهيد وتوطئة للوصول إلى الجمل الإنشائيّة الّتي تنطوي على الأوامر والتّوجيهات والإرشادات أو تفسير وتبرير وتعليل لها .
من أغراض إيراد الجمل الإنشائيّة:
التّحذير التّوجيه الطّلب / لفت النّظر التّوضيح تكثيف المعنى وتأکيده، إضفاء الإيقاع الموسيقيّ خاصّة في التّعابير والعبارات الازدواجيّة )داعية للغمّ وشَماتة للعدوّ مقصّر دونه ومجاوز لموضعه(( الطّلب المباشر للأبناء / تحفيز العاطفة والتّقرّب والتّودّد للأبناء / التّحبّب وجذب الانتباه من خلال أسلوب النّداء / التّأكيد على مغبّة عواقب الأمور ونتائجها من خلال توظيف أسلوب القسم .