4 قراءة دقيقة
03 Jun
03Jun

قصيدة لكلّ امرئ أبو الطّيّب المتنبّي: 915-965م- 303-354 ه. هو أبو الطّيّب أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبّي، وُلِدَ في الكوفة، عمل أبوه سقّاء، أمّا أمّه فقد ماتت وهو طفل؛ فتربّى على يد جدّته. اشتهُرَ أبو الطّيّب بقوّة ذاكرته، نباهته وذكائه، وكذلك في مقدرته اللّامعة في نظم الشّعر. كان المتنبّي صورة لنفسه من خلال شعره، إذ اهتمّ بالفخر بنفسه مقابل تهديده للآخرين، انتقالًا إلى تصوير آلامه وآماله، ثُمّ انتقالًا إلى شعره في بلاط سيف الدّولة، الّذي تميّز بالقوميّة والجهاد، مازجا بين الفرحة والحسرة، وصولًا إلى شعره في مصر الّذي يحفل بالمعاني الإنسانيّة والشّعور الإنسانيّ، وأخيرًا شعره في بلاد فارس والعراق والّذي يُلمس فيه اللّين والالتفات إلى الطّبيعة. نظم المتنبّي شعره ضمن ضروب عدّة: 

  • المدح: وهو القسم الأكبر من ديوانه مادحًا أكثر من خمسين شخصًا وأشهرهم سيف الدّولة
  • العتاب.
  • الرّثاء.
  • الوصف.
  • الهجاء.
  • الفخر.
  • الغزل.

   عُرف شعره بالحكمة والفلسفة المستنبطة من تجاربه، الّتي تتمحور بين الأمل الطّامح المؤمن بالقوّة، والأمل الخائب المُثقل بالنّقمة، والثّورة، والتّشاؤم.  المتنبّي في بلاط سيف الدّولة:  كان سيف الدّولة مالكًا لحلب عام 944، وقد كان محبًّا للأدب كثيرًا، ولذا فقد اجتمع في بلاطه عدد كبير من الشّعراء، وقد قيل: " لم يجتمع بباب أحد الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشّعر ونجوم الدّهر، وقد كان المتنبّي أكثر مَنْ نال حظّا عند سيف الدّولة، وقد صحبه في بعض غزواته. حاز المتنبّي على إكرام مفرط من سيف الدّولة، الأمر الّذي جلب له حسدًا -لا حدود له- وكدّر عليه العيش؛ فحصلت جفوة وفجوة بين الاثنين، المثال التّالي يبيّن مدى قسوة ما تعرّض له المتنبّي من حسّاده، إذ يُقال في إحدى مناظراته الشّعريّة قام خصمه بضربه بمفتاح شجّ به رأسه؛ فغادر المتنبّي حلب وهو في حالة حنق وحزن كبيرين.  مقتله:   قتله فاتك الأسديّ في أثناء عودته من بلاد فارس إلى الكوفة، إذ كان يترصّد له بهدف قتله بسبب هجائه لابن أخته ضبّة بقوله: "ما أنصف القوم ضبّة وأمّه الطرطبّة" فأشهرت جماعة فاتك السّهام والسّيوف في وجه المتنبّي وغلامه، أراد المتنبّي الفرار إلّا أنّ غلامه قال له: ألست القائل: " الخيل واللّيل والبيداء تعرفني، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّه الشّاعر الّذي قتله شعره. تجدر الإشارة إلى أنّ غلامه قد قُتِل. مناسبة القصيدة:  نظم المتنبّي قصيدته هذه في مدح سيف الدّولة وتهنئته بعيد الأضحى. إذ تُعدّ هذه القصيدة واحدة من القصائد الّتي سميّت بالسّيفيّات، وهي اثنتان وثلاثون قصيدة خصّصها المتنبّي لمدح سيف الدّولة الحمدانيّ. يلاحظ القارئ مبالغة واضحة عند المتنبّي بأشعاره، إذ يبالغ في تعظيم الممدوح، وذكر صفاته الّتي يتحلّى بها. أضف إلى ذلك المبالغة في بيان ما اجتازه المتنبّي من عقبات مظهرا قوّته جليًّا، وكذلك مبالغته في وصف سيف الدّولة وطغمته العسكريّة، إضافة إلى ذلك تزخر أشعاره بالحكم الأخلاقيّة. وقد أفرد نفسه في بعض الأبيات بالمدح، إذ إنّه وضع نفسه في بعض الأحيان فوق الممدوح منزلة. يمكن تقسيم القصيدة إلى ثلاثة أقسام: 

  • القسم الأوّل (الأبيات 1-4) تحمل بين طيّاتها مدحًا لسيف الدّولة.
  • تجدر الإشارة إلى أنّ الشّاعر قد آثر مدح سيف الدّولة مستعملًا الضّمير الغائب في حضوره، وذلك لكي يشير إلى مدى هيمنة سيف الدّولة عند معارفه في أثناء حضوره وغيابه.
  • في هذه الأبيات يتطرّق الشّاعر إلى تصرّف الإنسان وفق طباعه مبيّنا طباع سيف الدّولة، أضف إلى كونه مثالًا للرّجل الهادئ، الّذي يخضع له كل مَنْ عرفه، وَمَنْ يعارضه يكون مصيره الهلاك، يتّصف كذلك بجمع، مال الأعداء ويوزّعه كرمًا.

  • القسم الثّاني: الأبيات (5-7) وهي أبيات ذات حكم خالصة، إذ يتحدّث بضمير المخاطب ليشير بباطن الألفاظ إلى كون سيف الدّولة تاج الحكمة.
  • فيتطرّق إلى الكريم الحرّ صاحب الضّمير اليقظ المعترِف بفضل غيره عليه، مشيرًا إلى أنّ هذه النخبة من النّاس ندُر وجودها.
  • أضف إلى المقارنة بين الجميل الموجّه لكلّ من الكريم واللّئيم؛ فالكريم سيعترف بالفضل، أمّا اللّئيم فهو صاحب أسوأ سمة قد تكون في النّفس البشريّة ولذا وُجِبَ الحذر منه.
  • يمكن تلخيص ما ذكر في القسم الثّاني بما يلي:
  • العفو عن الحرّ.

    2) إكرام الكريم من جهة، والحذر من إكرام اللّئيم من جهة أخرى.     3) استعمال الأداة\ الطّريقة المناسبة لتحقيق أمر معيّن. 


  • القسم الثّالث: الأبيات (8-15)، تختصّ بطلبات مطعّمة بالفخر، وهنا يلجأ الشّاعر إلى أسلوب الأمر غير آبه للفارق الاجتماعيّ بينه وبين سيف الدّولة، فبالرّغم من الفارق الاجتماعيّ بينهما، إلّا أنّه يبدو وكأنّه يتحدّث إلى صديق وليس إلى ملك، وهنا تظهر قوّة حضور المتنبّي شخصًا وشاعرًا.

  • وجّه الشّاعر عبر منصّة هذه الأبيات طلبات عديدة إلى سيف الدّولة، ألا وهي:
  • -إزالة حسد الحسّاد، مشيرًا بإصبع الاتّهام إلى سيف الدّولة؛ كونه السّبب الرّئيس في إتاحة المجال أمام الحسّاد ليفرّقوا بينهما، إذ لم يقم سيف الدّولة بأي خطوة لردعهم.
  • أحقّيته بالجائزة لأنّه الأصل، وعدا ذلك فما هو إلّا تقليد.
  • إجمال القصيدة:
  • يمكن إجمال مضمون القصيدة بما يلي:
  • قواعد منهجيّة في سلوك البشر عامة، وسيف الدولة خاصّة.
  • مدح سيف الدّولة في صور عدّة ما بين كرم، وشهامة، وقوّة وغيرها من صفات المروءة.
  • فخر الشّاعر بنفسه وبذاته الشّعريّة.

  • أسلوب القصيدة:
  • تطغى على القصيدة لغة التّعابير القويّة، ذات المعنى الواضح المرتكزة على شخص حكيم عارَكَ الحياة، وواجَهَ الدّهر واصفًا إيّاه بالعدوّ اللّدود، واضعًا إيّاه في منزلة هامشيّة أمام قوّته الحكيمة، وعظمته الشّعريّة.

  • تحليل القصيدة

 البيت الأوّل: لكلّ امرئ من دهره ما تعوّدا                                   وعادة سيف الدّولة الطّعن في العدا الدّهر: الزّمن- الحياة\ تعوّد: جعله عادة له\ الطّعن: الضّرب\ العدا: الأعداء (جمع عدوّ) يقول الشّاعر: إنّ لكلّ إنسان عاداته، أمّا عادة سيف الدّولة فهي طعن الأعداء. يُلاحَظ خلال هذا البيت أنّ الشّطر الثّاني الّذي يتخلّله ذكر اسم الممدوح سيف الدّولة، هو الشّطر الّذي أعطى البيت قيمة، فصدر البيت دون عجزه عاديّ، فقد دأب المتنبّي في الكثير من قصائده الإتيان بمقدّمة عاديّة عامّة، ليبني عليها نتيجة عظيمة، إذ إنّه يفخر بطعن سيف الدّولة لأعدائه، فهذه الصّفة هي أسمى صفات الشّجاعة، إضافة إلى أنّ الطّعن كان من عاداته، تجدر الإشارة إلى أنّ استعمال كلمة عادة في صيغة المفرد لها دلالة الاستمراريّة، فطعن العدا بالنّسبة له عادة ملازمة، فهو معتاد على ذلك. يظهر جليًّا فخر المتنبّي بسيف الدّولة، إذ وضعه في القمّة، واصفًا شجاعته وإقدامه على الاقتتال ضدّ أعدائه، وطعنهم. الأساليب والمحسّنات البديعيّة: 

  • التّصريع: تعوّدا- العدا- الهدف إعطاء نغمة موسيقيّة للنّصّ
  • جناس غير تامّ: تعوّدا\ عادة\ العدا
  • المبالغة: كون قتل الأعداء عادة ملازمة لسيف الدّولة.
  • الطّعن في العدا كناية عن جبروت سيف الدّولة أمام عدوّه.
  • تكرار حرف الدّال الّذي يدلّ على الدّيمومة خمس مرّات في البيت، وذلك ليشير الشّاعر إلى أنّ عادة سيف الدّولة غزو أعدائه والنّيل منهم، هي عادة ملازمة له على الدّوام.

  • ملحوظة: يمكن ربط المبالغة باستعمال الشّاعر الفعل تعوّدا، إذ إنّ أحد معاني هذه الصّيغة (تفعّل)هي المبالغة والإظهار، فباستعماله لهذه الصّيغة يُظهر المتنبّي قوّة سيف الدّولة على الأقوياء. فإذا كان العدوّ قويًّا، فعادات سيف الدّولة أشدّ وقعًا في النّيل من عدوّه.
  • فهنا يُظهر الشّاعر مدحه لسيف الدّولة ليلازمه بصفة طعن الأعداء وذلك لإظهار قوّته في التّعامل معهم.

  • البيت الثّاني:
  • هو البحر غُص فيه إذا كان ساكنا
  •                                     على الدّرّ واحذره إذا كان مُزبدا
  • ساكن: هادئ\ مزبد: هائج ومائج\ الدّرّ: اللؤلؤ

  • يقول الشّاعر: إذا كان البحر هادئا فغص فيه لاستخراج اللؤلؤ، أمّا إذا كان مائجا فتجنّب ذلك؛ لأنّه سيهلكك.
  • وهنا يقصد بقوله سيف الدّولة، فهو تمامًا كالبحر ففي هدوئه هو الأفضل، أمّا عند غضبه فيجب الحذر منه.
  • إذ يظهر هنا مدح مبطّن لسيف الدّولة، فهو ركن تهابه النّاس إجلالًا واحترامًا.
  • في شرح آخر لهذا البيت يمكن القول إنّ سيف الدّولة كالبحر السّاكن المليء بالعطايا تجاه أوليائه والمقرّبين منه، أمّا تجاه الإعداء فهو كالبحر المزبد الفاغر فاهه شَرِسًا لينال من عدوّه.

  • الأساليب والمحسّنات البديعيّة:
  • أسلوب الأمر (غص\ احذر) والهدف منه النّصح الإرشاد، أمّا في قوله احذر فيُضاف إلى النّصح والإرشاد التّهديد والتّحذير.
  • الشّرط: إذا كان ساكنا\ إذا كان مزبدّا والهدف إظهار سيف الدّولة ساعة هدوئه وساعة غضبه، ومتى يمكن الاقتراب ومتى يجب الحذر منه.
  • التّشبيه البليغ: يشبّه الشّاعر سيف الدّولة بالبحر بقوله هو البحر
  • ملحوظة: التّشبيه البليغ هو ما تُحذف منه أداة التّشبيه ووجه الشّبه، فيقصد الشّاعر أنّ سيف الدّولة كالبحر في جوده من جهة، وكونه رادعًا من جهة أخرى في حال كونه هائجًا.
  • المقابلة: إذا كان ساكنا\ إذا كان مزبدّا
  • الطّباق: ساكن\ مزبد.
  • الكناية ساكن كناية عن الهدوء والاستقرار\ مزبد كناية عن الغضب والثّورة.
  • الشّرط: غص فيه أذا كان ساكنًا- إذا أداة الشّرط \ كان ساكنًا فعل الشّرط غصّ- جواب الشّرط، الهدف من ذلك بيان مدى كرم سيف الدّولة
  • الشّرط: واحذره إذا كان مزبدًا- إذا أداة الشّرط \ كان مزبدًا- فعل الشّرط \ احذره جواب الشّرط – الهدف من ذلك بيان هيمنة شخصيّة سيف الدّولة ووجوب حذره ساعة غضبه.

  • ملحوظة: بالرّغم من أنّ الشّاعر ألقى القصيدة أمام سيف الدّولة، إلّا أنّه جعله في منزلة الغائب في هذا البيت أربع مرّات: هو البحر\ إذا كان ساكنًا\ إذا كان مزبدًا\ احذره- الهاء.
  • من ميزات استعمال الضّمير الغائب في الشّعر هو خلق مسافة، فهذا الرّجل أي سيف الدّولة معطاء من جهة، ويُخشى من جهة أخرى، فعطاؤه ليس كأيّ عطاء، وهنا يخلق الشّاعر مسافة بين عطاء أي إنسان عاديّ مقابل عطاء سيف الدّولة، والأمّر سيّان بالنّسبة لغضبه، فليس كأيّ غضب، وإذا دمجنا البيتين الأوّل والثّاني في هذا السّياق؛ فنرى أنّ الشّاعر قد وضع عامّة النّاس في كفّة وسيف الدّولة في الكفّة الأخرى.
  • الالتفات: برز أسلوب الالتفات بين الغائب والمخاطب، والهدف منه لفت انتباه القارئ إلى شخص سيف الدّولة.

 البيت الثّالث:  تظلّ ملوك الأرض خاشغة له                                                          تفارقه هلكى وتلقاه سُجّدا خاشعة ساجدة تملؤها التّقوى\ الهلكى: مؤنّث هالك\ سجّدا: ساجدون  أنّ ملوك الأرض تذعن لسيف الدّولة وتأتيه منقادة، أمّا مَنْ يتمرّد عليه فمصيره الهلاك. الأساليب والمحسّنات البديعيّة:   خاشعة، سجّدا- ترادف والهدف تأكيد هيبة سيف الدّولة. سجدا: كناية عن الإذعان والخضوع  تفارقه – تلقاه- طباق المقارنة بين اللّقاء والفراق في قوله تفارقه هلكى وتلقاه سجّدا ملحوظة: إنّ استعمال الحال هنا في موضعين (خاشعة وهلكى)، تفيد التّعظيم، إذ إنّ قدرة سيف الدّولة وهيمنته لها ما لها في تغيير الحال من الأحسن إلى الأسوأ، وفقًا للإنسان الحاضر امامه هذا من جهة. أمّا من جهة أخرى فهو أمير له عظمته، وبمقدوره أن يفعل ما يشاء. إنّ تقديم الفراق على اللّقاء يتمحور تحت مُسمّى أسلوب التّهديد والوعيد، والهدف من ذلك إرشاد القادم إليه لكيفيّة وجوب التّصرّف أمام عظمته. المبالغة في قوله سجّدًا بدلًا من قوله ساجدين    البيت الرّابع: وتحيي له المالَ الصّوارمُ والقنا                                ويقتل ما يحيي التّبسّم والجِدا الصّوارم: السّيوف القويّة الحادّة\ القنا: الرّماح\ الجدا: العطاء (من الجود) إنّ سيف الدّولة يغنم أي يأخذ المال والغنيمة من عدوّه بالسيوف والرّماح، إذ يكون مبتسمًا ويكرم بالغنائم بالرّضى التّامّ. فباستعمال السّيوف والرّماح يحصل على الغنيمة بسبب كثرة انتصاراته من جهة، أمّا من جهة أخرى فيجود بماله لكلّ سائل. فهو يذلّ عدوّه بأخذ المال منه، ويسعد مواليه بكرمه عليهم بهذا المال.    الأساليب والمحسّنات البديعيّة:  جناس غير تامّ: يحيي-تحيي يضفي موسيقا على النّصّ. الطّباق: تحيي\ يقتل. استعارة: البيت كلّه عبارة عن استعارة، إذ إنّ السّيوف القاطعة والرّماح لا تحيي الأموال، المقصود هنا أنّ قتال سيف الدّولة للأعداء يأتيه بالمال والغنائم، إذ إنّ هذه الأموال نفسها يقتلها بعطائه للأحبّاء، فبقوّته يأخذها من أعدائه؛ ليفرّقها على مَن حوله   التّكرار: تحيي\ يحيي ملحوظة: تظهر في هذا البيت مقابلة بين الصّورتين: كسب الأموال وقتلها، وفي كلا الأمرين منفعة، فكسبها من الإعداء قتل لهم، وصرفها على المقرّبين منه إحياء لهم. 


 البيت الخامس: وما قتل الأحرار كالعفو عنهم                               ومَنْ لك بالحرّ الّذي يحفظ اليدا اليد: النّعمة إنّ العفو على الحرّ هو كقتله؛ لأنّه جرّاء ذلك لن يعود بمقدوره أن يحاربك خجلًا من إحسانك تجاهه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إنّ الحرّ هو الّذي يحفظ النّعمة ويشكر وجودها. الأساليب والمحسّنات البديعيّة: النّفي- ما قتل الاستفهام الإنكاري ومن لك بالحرّ الّذي يحفظ اليدا، يهدف إلى إبداء الحيرة والتعجّب إذ ندُرَ إيجاد هذا الحرّ الّذي يقدّر النّعمة ولا يتمرّد، الّذي لا ينقلب عليك فيما بعد، ولا يأتيك متمرّدًا على حين غرّة، تجدر الإشارة إلى أنّ هذا البيت هو توطئة للبيت التّالي   اليدا: كناية عن النّعم. يحفظ اليدا: كناية عن إدراك النّعمة. قتل الأحرار كناية عن الخضوع والانصياع. التّشبيه: المشبّه: حالة الأحرار عند قتلهم \ المشبّه به: العفو\ أداة التّشبيه الكاف\ وجه الشّبه الانصياع والذّلّ والخضوع. جناس: الأحرار- الحرّ   البيت السّادس: إذا أنتَ أكرمت الكريم ملكته                         وإن أنتَ أكرمت اللّئيم تمرّدا إنّ إكرام الكريم وإحسانك إليه يجعلك تكسبه، ويصبح كالعبد بين يديك؛ لأنّه يقدّر معروفك، أمّا اللئيم فعلى العكس، فهو لا يقدّر النّعم، إنّما يتمرّد عليها. تجدر الإشارة إلى أنّ صفات المروءة عند الرّجل تقع على المحور الّذي يبدأ بالكرم وهو قمّة الصّفات الحسنة، أمّا اللّؤم فهو أسوأ الصّفات. في هذا البيت إشارة إلى الحسّاد الّذين أكرمهم سيف الدّولة، وعملوا على التّفريق بين الشّاعر وسيف الدّولة، وتمرّدوا عليه بوشيهم وحسدهم، أمّا الكريم فينسبه المتنبّي لشخصه، إذ إنّه قدّر نعمة سيف الدّولة تجاهه، واستطاع سيف الدّولة أن يملكه. (إنّ إكرام الكريم يجعلك تضمّه إلى صفّك؛ فيكون ملكًا لك، أمّا إكرام اللّئيم، فيجعله يتمرّد عليك لظنّه أنّ إكرامك ناتج عن خوف منه).  الأساليب والمحسّنات البديعيّة: الشّرط: أداة الشّرط إذا \ فعل الشّرط أكرمت\ جواب الشّرط ملكته          أداة الشّرط إن\ فعل الشّرط أكرمت\ جواب الشّرط تمرّدا الطّباق: الكريم- اللّئيم\ ملكته- تمرّدا    التّوكيد: ظهر بتوكيد الضّمير المنفصل بآخر متّصل- أنتَ أكرمتَ  هذا البيت يعدّ بيت حكمة. المقارنة: بين الكريم واللّئيم ملحوظة تظهر الحكمة في البيتين الخامس والسّادس (ففي البيت الخامس يتحدّث عمّن يشكر النّعمة وهن ذلك الّذي لا يشكرها- وفي البيت السّادس يتحدّث عن إكرام الكريم وتقديره للإحسان، وبالمقابل إكرام اللّئيم الّذي لا يُقدّر الإحسان، إنّما يتمرّد عليه. التّكرار- كريم- أكرمت الجناس- كريم- أكرمت الكريم: كناية عن المتنبّي اللّئيم كناية عن الحسّاد. البيت السّابع: ووضع النّدى في موضع السّيف بالعلا                                    مضرّ كوضع السّيف في موضع النّدى النّدى: الجود. إن كل شخص يُعامل وفق ما يستحقّ، فَمن استحقّ الإكرام لا يُستعمل معه السّيف ومَن استحقّ السّيف لا يُكرّم بالعطاء. وإذا تصرّف أحدهم بشكل مغاير فهذا سيضرّ به وبمركزه. إذ إنّ العدّوّ لا يُستقبل بالجود، والضّيف لا يُستقبل بالسّيف، من خلال هذا البيت يصف الشّاعر حسن تصرّف سيف الدّولة مع كلّ فرد نظرًا لما هو عليه من موضع، إنّ هذا البيت يجسّد مقولة لكلّ مقام مقال، والقصد هنا إن عفوت عن ذلك الّذي يستحقّ القتل، فأنت تضرّ بعُلاك ومكانتك، وإن قتلت منْ لا يستحقّ، فأنت تضرّ بحلمك وجودك، فقد قيل على لسان العرب: بعض العدل يستوجب السّيف، وقيل أيضًا إنّ الحقّ والعدل يحتاجان إلى قوّة السّيف. الأساليب والمحسّنات البديعيّة:    النّدى: كناية عن الأحساب\ السّيف كناية عن القوّة. التّشبيه: ووضع النّدى مضرّ كوضع السّيف (المشبّه وضع النّدى\ المشبّه به وضع السّيف\ أداة التّشبيه الكاف\ وجه الشّبه هو الضّرر). التّصدير- النّدى- إضفاء نغمة موسيقيّة أسلوب التّحذير- يوجّه المتنبّي إصبع التّحذير لسيف الدّولة، مبيّنًا له أهميّة معرفة ذلك المستحقّ للقتل من ذلك المستحقّ للعفو. البيت الثّامن: أزل حسد الحسّاد عنّي بكبتهم                              فأنت الّذي صيّرتهم لي حُسّدا يطلب الشّاعر من سيف الدّولة كبت الحسّاد وردعهم، مادًّا إصبع الاتّهام إلى سيف الدّولة؛ لأنّه المسؤول الوحيد عن كونهم قد أصبحوا حسّادا له، وذلك لاّنّ سيف الدّولة سمعهم واستجاب لهم بدلًا من أن يوقفهم عند حدّهم.   إنّ استعمال صيغة الأمر أزل لها وقعها، إذ إنّ التّخلّص من هؤلاء الحسّاد يأتي بكبتهم من خلال القضاء عليهم وقمعهم، وهو لا يتوانى عن مخاطبة سيف الدّولة بصيغة الأمر المباشر، بالرّغم من كونه يخاطب الأمير. تجدر الإشارة إلى جرأة المتنبّي في هذا البيت أن يقول لسيف الدّولة مباشرة إنّك السّبب في هذا البعد بيني وبينك. الأساليب والمحسّنات البديعيّة: أسلوب الأمر- أزل- الهدف منه لفت الانتباه (فهو يرجوه أن يضع للحسّاد حدّا). المبالغة: في استعمال صيّرتهم\ حسّاد\ حُسّدا\ كلمة حسّاد هي جمع كثرة بالإضافة إلى أنّها صيغة مبالغة، إذ يقف من وراء ذلك الإشارة إلى أنّ عدد الحاسدين كبير جدًّا. حسد\ الحسّاد\ حسّدا- جناس غير تام\ تكرار الحسّاد\ حسّدا- تصدير أسلوب التّفسير والتّعليل أزل .... فأنت، فهو يبيّن سبب طلبه. أزل حسد الحسّاد: استعارة فهو يشبّه الحسّاد بالأوساخ الّتي يمكن إزالتها والتّخلّص منها. أسلوب التّفسير والتّعليل في قوله فأنتَ الّذي صيّرتهم لي حسّدا.  استعمال الفعل صيّر من الوزن فعّل الّذي يفيد المبالغة والكثرة، فهنا إشارة إلى أنّ سيف الدّولة أعطى الفرصة، واستمع للحسّاد مرّات عدّة، وأبقى المتنبّي جانبًا، وهذا الأمر قد ضايق المتنبّي مرارًا وتكرارًا. البيت التّاسع: وما أنا إلّا سمهريّ حملته                              فزيّن معروضًا وراع مُسدّدا سمهريّ: الرّمح الموضوع جانبا مسدّد: موجّه يقول الشّاعر لسيف الدّولة أنا رمح يزيّنك من جهة، ويردع أعداءك من جهة أخرى، فها أنا أنشر مكارمك مادحًا إيّاك، ومضيفًا رونقًا إلى مجلسك، كما أنّي بشعري أكيد الأعداء. يقول الشّاعر أنا السّمهريّ، وهذا الاسم منسوب لسمهر، وهو رجل عمل في تقويم الرّماح، إذ إنّ رماحه قويّة، صلبة وقويمة. فبإمكاني قمع أعدائك بلساني أي بقصائدي، وكذلك بسيفي.  الأساليب والمحسّنات البديعيّة: الحصّر والقصر وما أنا إلّا سمهريّ- يفيد التّخصيص والتّوكيد. المبالغة: تظهر مبالغة الشّاعر بالإشارة إلى مكانته عند سيف الدّولة، كذلك تظهر في استعمال صيغة الوزن فعّل. التّشبيه: أنا سمهريّ: تشبيه بليغ يحمل بين طيّاته الكناية عن القوّة الشّعريّة، وقوّة السّيف كذلك الأمر. تجدر الإشارة إلى أنّ الشّاعر يبالغ بالافتخار بنفسه، والحقّ يُقال: إنّه لولا المتنبّي لما كان سيف الدّولة بهذه الشّهرة، فهنالك مئات الأمراء أبناء عصره الّذيم اندثروا، إذ إنّ الفضل في بقاء اسم سيف الدّولة رنّانًا حتى يومنا هذا يعود إلى المتنبّي. البيت العاشر: وما الدّهر إلّا من رواة قصائدي                               إذا قلت شعرا أصبح الدّهر منشدا إنّ الدّهر هو عبارة عن مجمل قصائدي، فقصائدي إذا قيلت تبقى للزّمن الطّويل ولطالما ينشدها الدّهر، فهو يتزيّن بها، وهو كفيل بنقلها، فيكفي أن أنظم شعري ليصبح على كلّ لسان الأساليب والمحسّنات البديعيّة: أسلوب الحصر والقصر: وما الدّهر إلا من رواة قصائدي- الهدف التّخصيص والتّأكيد الشّرط: إذا قلت شعرا أصبح الدّهر منشدا إذا- أداة شرط\ قلت- فعل الشّرط\ أصبح الدّهر منشدا- جواب الشّرط، والهدف منه افتخار الشّاعر بنفسه وبمكانة شعره الجاري على ألسنة النّاس. التّكرار: الدّهر والهدف بيان قيمة قصائد المتنبّي في كلّ زمان الاستعارة المكنية- أصبح الدّهر منشدا، حذف المشبّه به وهو الإنسان وترك شيئا من لوازمه وهو الإنشاد. الدّهر كناية عن النّاس الّذين يعيشون الدّهر. البيت الحادي عشر: أجزني إذا أنشدتَ شعرا                       فإنّما بشعري أتاك المادحون مرددا اجزني- أعطني يطلب الشّاعر من سيف الدّولة أن يعطيه جائزة لأنّه الأحقّ في ذلك بين جميع الشّعراء، معلّلًا ذلك أنّ الشّعراء قد أخذوا المعاني من شعره، وسبكوها في قالب، ونسبوها إليهم. تجدر الإشارة إلى أهميّة ورود الفعل أُنشِدْتَ بصيغة المبني للمجهول، إذ يرتئي الشّاعر هنا أن يقول: أنا الأحقّ في الجوائز كلّها، لأنّ من أتاك مادحًا من غيري من الشّعراء، لم ينظم من بنات أفكاره، إنّما قد سرق الأفكار منّي وردّدها. تجدر الإشارة إلى أنّ الحاسدين حسدوه، لأنّه تلقّى أكثر من بقيّة الشّعراء.الأساليب والمحسّنات البديعيّة: أسلوب الأمر: أجزني والهدف منه لفت انتباه سيف الدّولة أنّه الأحقّ في الجائزة، هذا من جهة، إضافة إلى أنّه يقلّل المسافة بينه وبين سيف الدّولة، علّه يستطيع التّأثير في سيف الدّولة لأن ينتبه إلى أنّ الحاسدين يفرّقون بينهما بكلّ ما أوتوا من قوّة، أمّا هو فيقصّر المسافة لتعود علاقتهما أفضل ممّا كانت عليه. فالآن الكرة موجودة في ملعب سيف الدّولة، والقرار له.   الشّرط: إذا- أداة الشّرط\ أنشدت- فعل الشّرط\ أتاك- جواب الشّرط أسلوب الحصر: إنّما، الهدف منه التّأكيد على أنّه السّبب في قدوم بقيّة الشّعراء لمدحه هذا من جهة، أمّا من جهة أخرى، فكأنّه يقول لإنّ نتاجهم الشّعريّ مقتبس من كلام المتنبّي. التّكرار شعرا- شعري. 

  • البيت الثّاني عشر:
  • ودع كلّ صوت غير صوتي فإنّني
  •                                أنا الطّائر المحكي والآخر الصّدى
  • دع: اترك

  • يقول الشّاعر اترك الشّعراء كلّهم، ولا تلتفت إلّا إلي، فهم يسرقون منّي، لأنّي أنا القائل وما هم إلّا الصّدى والتّقليد.
  • الأساليب والمحسّنات البديعيّة:
  • دع: أسلوب الأمر ويهدف إلى لفت الانتباه.
  • صوت\ صوتي جناس غير تامّ.
  • توكيد: إنّني
  • صوت\ صدى: طباق.
  • ملحوظة: في الأبيات 10-12 هنالك توظيف حسّيّ لحاسّة السّمع. الهدف من ذلك، إظهار قدرة الشّاعر في انتقاء كلمات تفي بغرض القصيدة، وبغرض إثبات أنّ شعره هو الأصل.
  • التّشبيه: أنا الطّائر شبّه الشّاعر نفسه بالطّائر عذب الصّوت، دالًّا بذلك على قيمة شعره وجودته، وما غيره هو فقط تّقليد ليس إلّا.
  • التّشبيه: الآخر الصّدى- تشبيه بليغ، يظهر من خلاله أنّ الآخرين أقلّ منه منزلة
  • التّفسير والتّعليل: دع كلّ صوت فإنني الطّائر المحكيّ والآخر الصّدى. الهدف منه التّأكيد على كون شعر المتنبّي هو الأصل مبرّرًا ذلك بما قاله في البيت.




  • البيت الثّالث عشر:
  • تركتُ السّرى خلفي لمن قلّ ماله
  •                                          وأنعلت أفراسي بنعماك عسجدا
  • السّرى: سير اللّيل
  • أنعل: ألبس
  • أفراس: جمع فرس
  • العسجد- الذّهب

  • يقول الشّاعر لسيف الدّولة أغدقت عليّ بعطاياك، ولذا فقد تركت سير اللّيل للمحتاج ويقصد بذلك بقيّة الشّعراء، أمّا أنا فقد كثُر ذهبي، لدرجة أنّني أستطيع وضع نعال من ذهب في أرجل فرسي، فكم بالحريّ أنا.
  • الأساليب والمحسّنات البديعيّة:
  • السّرى: كناية عن الحاجة.
  • تجدر الإشارة إلى أنّ الباء في كلمة "بنعماك" تفيد السّببيّة، أي بسبب نعمك وصل حالي إلى ما وصل إليه، فما بالك أنا، وهنا يكمن أسلوب المدح والتّفسير والتّعليل في عجز البيت.
  • استعمال الفعل أنعل من الوزن أفعل، الّذي يفيد بالتّحوّل، ليشير المتنبّي إلى أنّ آل إلى ما هو عليه بفضل سيف الدّولة، فيظهر جليًّا المدح هنا في استعمال هذه الصّيغة أيضًا. 

  • المبالغة: تظهر في عجز البيت بقوله: إن أفراسه ذات نّعال ذّهبيّة (إشارة إلى أنّ حذوة فرسه مصنوعة من الذّهب).


  • البيت الرّابع عشر:
  • وقيّدت نفسي في ذراك محبّة
  •                          ومّن وجد الإحسان قيدا تقيّدا

  • يقول المتنبّي قيّدني إحسانك تجاهي يا سيف الدّولة، حيث منعني عن السّفر وألزمني أن أختار البقاء عندك حبّا لك وتقديرًا، فالإحسان يقيّد الإنسان.
  • من المعروف أنّ القيد يكمن في منحى السّلبيّة، ولكن القيد في هذا البيت يحمل إيجابيّة لأنّ الحديث يدور عن سيف الدّولة وعطائه.

  • الأساليب والمحسّنات البديعيّة:
  • قيّدت- قيدا – تقيّدا- جناس.
  • قيّدت- تقيّدا- تصدير (فلأولى بمعنى ألزمت والثّانية بمعني التّقييد)
  • قيّدت نفسي: استعارة، حيث شبّه الإحسان بالشّيء المقيّد، حذف المشبّه به وترك شيئا من لوازمه ألا وهو التّقييد.
  • الشّرط: أداة الشّرط - مَن\ فعل الشّرط- وجد\ جواب الشّرط- تقيّدا- الهدف من الشّرط إظهار مدى محبّة المتنبّي وتقديره لسيف الدّولة
  • التّفسير والتّعليل: قيّدت نفسي في ذراك محبّة، التّفسير مَن وجد الإحسان قيدا- تقيّدا.







  • البيت الخامس عشر:
  • إذا سأل الإنسان أيّامه الغنى
  •                         وكنتَ على بعد جعلنك موعدا
  • سأل: طلب.

  • يقول المتنبّي إذا بحث أحدهم عن الغنى يوما وكنت يا سيف الدّولة بعيدًا، فلن يثنيه بعدك، إنّما على العكس، إذ سوف يستمرّ في السّير إليك لأنّك عنوان الإغداق؛ فأنتَ الغنى الحقيقيّ الّذي يبحث عنه كلّ إنسان.

  • وفي تفسير آخر يمكن القول: إنّ المتنبّي قطع المسافات ليمدح مَن هم أهل لذلك، تاركًا القريبين منّه لأنّهم لا يستحقّون المدح؛ فقطعُ المسافات يستحقّها العظيم مثلك يا سيف الدّولة.

 الأساليب والمحسّنات البديعيّة: 

  • الشّرط: إذا أداة الشّرط\ سأل: فعل الشّرط\ جعلنك: جواب الشّرط- الهدف منه إبراز مدى عطاء سيف الدّولة.

         بعد- موعد: طباق.         جعلنك موعدا: كناية عن إغداق سيف الدّولة. التّشخيص- سأل الإنسان أيّامه الغنى، فالأيّام لا تُسأل، إنّما القصد هنا إذا أراد الشّخص أن يصبح غنيًّا. ملحوظات حول القصيدة: * تتبع هذه القصيدة إلى ما يُعرف بالشّعر القديم الكلاسيكيّ\ العموديّ، ومن سماته -           تقسيم البيت إلى صدر وعجز. -           القافيّة الموحّدة -           وحدة البيت. -           الوزن الموحّد على طول القصيدة * هذه القصيدة واحدة من قصائد الشّاعر المعروفة بالسيفيّات، والّتي قيلت في مدح سيف الدّولة * تتزيّن القصيدة في الحكمة في عدّة مواضع مثل: وما قتل الأحرار\ إذا أكرمت\ ووضع النّدى. * يصف المتنبّي سيف الدّولة بالشّجاعة (عادة سيف الدّولة طعن العدا) بالكرم والإغداق (هو البحر) وغيرها من صفات المروءة. * تعود مناسبة القصيدة إلى المعركة الّتي اندلعت بين سيف الدّولة والدّمستق البيزنطيّ، حيث تفوّق عليه سيف الدّولة، ولشدّة خوف الدمستق ترك ميدان الحرب وفرّ هاربا ناسيا ابنه هناك ليصبح أسيرًا، أمّا هو فقد ترك الحياة العسكريّة ولبس ثوب الرّاهب وأصبح يمشي ذليلا خائفا متّكئا على عصا. * تُلاحظ دقّة التّعبير في قصيدة المتنبّي. * يظهر كذلك صدق عاطفة المتنبّي، فهو صوّر سيف الدّولة نموذجًا وافيًا للحاكم الباسل الكريم.


 إعداد المعلّمة: أريج حسّون 


          

تم عمل هذا الموقع بواسطة