قصيدة ردّوا عليّ الصّبا محمود سامي الباروديّ:
محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري (1255 هـ / 6 أكتوبر 1839 - 1322 هـ / 12 ديسمبر 1904)، هو شاعر ووزير مصري ولد عام 1838م من أسرة مؤثرة لها صلة بأمور الحكم. نشأ طموحا تبوأ مناصب مهمة بعد أن التحق بالسلك العسكري، وقد ثقف نفسه بالاطلاع على التراث العربي ولا سيما الأدبي؛ فقرأ دواوين الشعراء وحفظ شعرهم وهو في مقتبل عمره. أُعجب بالشعراء المُجددين مثل أبي تمام والبحتري والشريف الرضي والمتنبي وغيرهم، وهو رائد مدرسة الإحياء والبعث في الشعر العربي الحديث، وهي اسم يٌطلق على الحركة الشّعريّة الّتي ظهرت في مصروف أوائل العصر الحديث والتزم الشّعراء حينها مبنى القصيدة الكلاسيكيّة، وإضافة مضامين عصريّة، حيث كان لا بدّ من إحياء الشّعر العربيّ، نظرا لاضمحلال التّعليم والثّقافة آنذاك، ويعود سبب ذلك إلى الظّروف السّياسيّة الاجتماعيّة الّتي مرّت بمصر خاصّة بالشّرق العربيّ عامّة، كما يعتبر الباروديّ أحد زعماء الثورة العرابية. ولقد تولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار لهُ، ولقب برب السّيف والقلم. مدرسة البعث والإحياء: إنّ القصيدة النّيوكلاسيكيّة في الأدب العربيّ هي نتاج مدرسة البعث والإحياء الكلاسيكيّة العربيّة، وهي حركة أدبيّة تسعى إلى تقليد الشّعر القديم قالبًا، ومحاكاة الشّعر الغنائيّ والمسرحيّ، إلى جانب تأثّرهم بالشّعر الفرنسيّ والأوروبيّ. من روّاد المدرسة الكلاسيكيّة: محمود سامي الباروديّ، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، محمود ومعروف الرّصافيّ. القصيدة النّيو كلاسيكيّة: تدمج التّسمية بين الحديث (نيو) والقديم(كلاسيك)، ومن هنا يُستخلص أنّ القصائد النيوكلاسيكيّة اتّبعت المبنى القديم المؤلّف من صدر وعجز، قافية موحّدة وغيرها من سمات الشّعر القديم، وكان التّجديد في المضمون.
استهلّ الباروديّ مطلع قصيدته بالبيت التّالي: ردّوا عليّ الصّبا من عصري الخالي وهل يعود سواد اللّمة البالي من خلال مطلع القصيدة نلاحظ وجود أسلوب التّصريع بين اللّفظتين (الخالي – البالي). إلّا أنّ الشّاعر جاء بفكرة جديدة وهي الحنين إلى فترة الشّباب (الصّبا) وتحسّره على تلك الأيّام الّتي لن تعود. حيث يمكن الملاحظة أنّ القصيدة بأكملها مبنيّة حسب الطّراز الكلاسيكيّ القديم من حيث المبنى التّقليديّ، إلّا أنّها تنبض بروح جديدة (فكرة جديدة) بعيدة بعدا كليّا عن موضوعات الأدب القديم. البيت الأوّل: لا عيب فيّ سوى حريّة ملكت أعنّتي عن قَبول الذّلّ بالمال معاني المفردات: ملكت: سيطرت\ أعنّتي: حبل اللّجام الّذي تُمسك بواسطته الدّابّة. مضمون البيت: يتحدّث الشّاعر عن نفسه قائلا إنّ حرّيته منعته من قبول الذّلّ بالمال، أي أنّ نفسه لم تضعف أمام سطوة المال. الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة: