5 قراءة دقيقة
14 May
14May

شرح الأبيات المطلوبة من قصيدة رثاء أخيها صخر حسب منهاج صفوف العاشر السنة الدراسية 2023- 2024 

قصيدة الخنساءقذى بعينك 

التّعريف بالشّاعرة: (575-664)م \ 44 ه.هي تماضر بنت عمرو، شاعرة مضريّة مخضرمة مشهورة، أدركت الإسلام، وفدت وقومها على الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فأسلموا.الخنساء شاعرة مبدعة في الرّثاء، ويقصد في الرّثاء البكاء على الميّت وإبراز مناقبه.حيث ذاقت الخنساء مرارة الفقدان بخسارة أخويها صخر ومعاوية، وخسارتهما كانت قاسية بالنّسبة لها، يقال إنّها بكتهما حتّى فقدت بصرها.يتميّز شعرها بعبارات حسّيّة عاطفيّة حقيقيّة، أضف إلى ذلك تتجلّى مبالغتها في أحيان كثيرة.لها ديوان شعر كلّه رثاء لأخويها، تُرجم إلى الفرنسيّة  شعر الرّثاء: هو نوع من أنواع الشّعر والّذي تظهر فيه العاطفة الصّادقة الجيّاشة، إثر فقدان شخص عزيز. يُقسم شعر الرّثاء إلى ثلاثة ضروب: أوّلها: بكاء ونواح يتخلّله العويل مليء بالألفاظ الحزينة، حيث تجتمع النّساء وتعلو أصواتهنّ المعبّرة عن مرارة الفقدان ويصحب ذلك لطم على الوجوه وغيرها من مظاهر الحزن ويُعرف هذا النّوع بالنّدب.

ثانيها: الثّناء على الميّت وذكر مناقبه أثناء زيارة القبر أو التّأبين، حيث يُعتبر شعر الخنساء خير شاهد ودليل على ذلك في رثائها أخيها صخر. 

 ثالثها:ذلك النّهج الّذي يصوّب تفكيره إلى حتميّة الموت وضعف الإنسان أمام مصائب الدّهر مشدّدا على الرّضا بقضاء الله عزّ وجلّ.

 شعر الخنساء:يتميّز شعر الخنساء بعدّة مميّزات ومنها: 

  • العاطفة: فهي أبدت عاطفة صادقة، حيث لم تكن تعرف للبكاء حدّا، كما وأنّها أظهرت في شعرها امتزاج لين الأنوثة مع شدّة الرّجولة فظهرت عاطفتها اللّينة بشكل ظاهر للعيان ومن جهة أخرى ظهر وصف أخيها والّذي يتمتّع بكامل صفات الرّجولة، فقد وصفت أخاها في ميدان المعركة وتطرّقت إلى صفاته واحدة تلو الأخرى.
  •  
  • الفكر: إنّ عاطفة الخنساء فادتها إلى الفكر في طلب الثّأر، حيث حثّت قومها على ذلك، أضف إلى ذلك نثرت عاطفتها وأفكارها كشذرات غير مرتّبة فتارة نراها اصوّر حالها المتقلّبة وتارة تلجأ إلى الثورة منتقلة إلى تصوير إعجابها بصخر وبصفاته آسفة على هذه الصّفات، فضلا عن ذلك يمكن لمس الشجو على طول أبيات القصيدة، وهذا يرتبط ارتباطا كليّا مع قوة عاطفتها المتدفّقة والّتي لا نهاية لها.
  •  
  • سهولة الأسلوب والألفاظ:
  • كون شعر الخنساء عبارة عن تصوير حالها وعاطفتها لجأت الخنساء إلى اعتماد سهل الألفاظ وأعمقها وصوّرت ذرف الدّموع ومخاطبة صخر، شجاعته في الحرب ومروءته.
  •  
  • الخيال والموسيقا اللّفظيّة:
  • تجدر الإشارة إلى الغلوّ الظّاهر في شعر الخنساء النّاتج عن شعور لوعة صادق، حيث يتّسم ذلك بكثرة استعمال صيع المبالغة الاستعارات والكنايات ممّا أدخل إلى أجواء النّصّ موسيقا وخيالا يستقطب القارئ ليشعر بلوعة الشّاعر وما هذا إلّا براعة في إيصال المشاعر عند الشّاعرة.
  •  
  • البيت الأوّل:
  • قذى بعينك أم بالعين عوار
  •                              أم ذرّفت إذ خلت من أهلها الدّار
  •  
  • القذى: ما يدخل العين من شوائب.
  • العوار: مرض يصيب العين.  
  • ذرّفت: قطرت دموعا متتابعة.
  • خلت: فرغت.
  •  
  • تتساءل الخنساء عن سبب هذا البكاء غير المتناهي، أهو ناتج عن دخول شائبة إلى العين أم ناتج عن مرض قد أصابها، أم أنّ السّبب الحقيقيّ هو خلوّ الدّار من أهلها؟
  •  
  • الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:
  • الاستفهام الإنكاريّ:
  • البيت كلّه- حيث تتساءل الشّاعرة عن السّبب والّذي يعتبر واضحًا وهو خسارتها صخرًا، الهدف منه إظهار حزن الشّاعرة، حيرتها وقلقها 
  • أسلوب التّجريد: جعلت الخنساء التّجريد استهلالا لقصيدتها، حيث وكأنّه شخص ما يوجّه إليها الأسئلة حول سبب دموعها آخر رامية في ذلك إبراز حزنها القويّ.
  •  
  • التّصريع: عوار- الدّار
  • وهو توافق الموسيقا الدّاخليّة في الصّدر مع الموسيقا الخارجيّة في العجز والهدف إعطاء نغمة في النّصّ
  •  
  • الالتفات: عينيك ذرّفت، خلت، أهلها والهدف هو لفت انتباه القارئ وشدّه.
  •  
  • التّشويق بدأت الشّاعرة في التّطرّق إلى الأسباب العاديّة التّقليديّة الّتي قد تجعل العين دامعة، وقد وضعت السبب الحقيقيّ في نهاية البيت لتفتتح البيت التّالي بالحديث عن ذكرى صخر.
  •  
  • - المبالغة في استعمال الفعل ذرّفت (فعّل) والّذي يفيد الكثرة والمبالغة.   
  • - الصّيغة الاسميّة ظهرت إحدى عشرة مرّة مقابل ظهور الصّيغة الفعليّة ثلاث مرّات فقط، حيث إنّ الاسم يدلّ على الرّسوخ الثّبوت
  • حيث يدلّ ذلك على حالة الحزن الكبيرة الّتي تراود الشّاعرة.
  •  
  • ملاحظة: استعملت الشّاعرة كلمة عين، مرّة معرّفة بال التّعريف- العين\ معرّفة بالإضافة (ك)- عينك\ معرّفة بالإضافة (ي)- عيني.
  • أضف إلى ذلك توالي الكلمات المتعلقة بالعين والّتي تصبّ في بحر البكاء ( ذرّفت- فيض- يسيل- مدرار)- جاعلة العين شاهدا حسيّا للحدث الأعظم وهو فقدان صخر 
  • ملاحظة: تجدر الإشارة إلى كون الدّار هي المأوى الآمن لكلّ إنسان، ولكنّ الخنساء قدّمت كلمة الأهل على الدّار لتدلّ أنّها خسرت المأمن الحقيقيّ وللدّار لم تعد هنالك أي قيمة ما دام أهلها قد رحلوا.
  •  
  • البيت الثّاني:
  • كأنّ عيني لذكراه إذا خطرت 
  •                              فيض يسيل على الخدّين مدرار
  • فيض- الماء الكثير
  • مدرار- غزير
  •  تجيب الخنساء عن السؤال الّذي طرحته في البيت السّابق، معلّلة لو أنّ سبب البكاء هو أمور تقليديّة لهان عليها بكاؤها، إلّا أنّ بكاءها نابع من مصاب جلل وهو الفقدان وليس أي فقدان إنّما فقدان سندها، فما أن تتذكّره حتّى تفيض عينها بالدّموع الغزيرة.
  •  
  • الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:
  • التّشبيه: المشبّه: العين، المشبّه به فيض، أداة التّشبيه كأنّ- وجه الشّبه الكثرة والغزارة.
  • عيني- كناية عن دمع العين \ يمكن اعتبارها مجاز مرسل حيث أتى بالكلّ نيابة عن الجزء (المقصود ليس العين إنّما دمع العين). 
  • المبالغة باستعمال صيغة مفعال (مدرار)
  • التّرادف: فيض- مدرار
  • الالتفات- عينك في البيت السّابق\ عيني في البيت الحاليّ.
  •  

 البيت الثّالث:

تبكي لصخر هي العبرى وقد ولهت                                  ودونه من جديد التّرب أستارالعبرى: الدّامعة الّتي لا تجفّ دموعهاولهت: حزنت بشدّةدونه: يفصلني عنهالأستار: التّراب والأحجار الّتي تغطّي المدفن تصوّر الشّاعرة قمّة حزنها قائلة دمع عيني لا يجفّ، حيث إنّني أشعر بحزن شديد، فكيف لدموعي أن تجفّ ما دام تراب القبر جديداوهنا يتبيّن للقارئ أنّ الشّاعرة قد نظمت قصيدتها في فترة وجيزة بعد خسارتها صخرًا.

الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:التّوكيد: باستعمال قد والفعل الماضي فهي تؤكّد شدّة حزن الشّاعرةالتّرخيم: وهو حذف نهاية الكلمة والهدف إعطاء نغمة وللضّرورة الشّعريّة كذلك.*نلاحظ على طول القصيدة أنّ الخنساء تضع نفسها في منزلة الغائب وتضع صخرًا الغائب في منزلة الموجود وهذا يدلّ على حضور صخر ومكانته بالنّسبة لها.  

  •  

   البيت الرّابع:

تبكي خناس فما تنفكّ ما عمرت                                لها عليه رنين وهي مفتارما تنفكّ لا تنقطععمرت: مدّة حياتهارنين: البكاء والعويلمفتار: ضعيفة إنّ الخنساء ستظلّ باكية طوال مدّة حياتها، وبالرّغم من ضعفها صحيًّا إلّا أنّ بكاءها سيكون مسموحًا وواضحا.ا

لأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:التّرخيم- خناسالمبالغة: ما عمرت (ما الدّيمومة تهدف إلى المبالغة).

 البيت الخامس:

تبكي خناس على صخر وحقّ لها                                 أذ رابها الدّهر، إنّ الدّهر ضرّارراب: أوقع في مكروهضرّار شديد الضّررتقول الخنساء ستبقى على عهد البكاء وهذا من حقّها، وهنا يظهر موقف الخنساء من أولئك الّذين انتقدوا بكاءها الشّديد المُبالغ فيه.حيث إنّ الدّهر أوقعها في مصاب عظيم فهو كثير الضّرر

 الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:تكرار الصّدارة- الأنافورا- (تبكي خناس) وهي عبارة عن تكرار كلمة أو جملة في بداية السّطر الشّعريّ أو البيت، حيث تهدف إلى التّأكيد وإعطاء إيقاع موسيقيّ.الإظهار موقع الإضمار في إظهار اسم الخنساء ثلاث مرّات متتالية ليبيّن وطأة موت أخيها بالنّسبة لها ومدى تألّمها بسبب ما حدث.  التّرخيم: خناسالتّكرار: الدّهر والهدف منه بيان قسوة الدّهر عليهاالتّوكيد: أنّ الدّهرالمبالغة: ضرّارملاحظة: التّجنيس الحرفيّ: ظهر في هذا البيت وفي البيتين السّابقين تكرار حرف الرّاء بشكل بارز والّذي يدلّ على الاستمراريّة وعدم الانقطاع في لفظه وهذا يتّصل اتّصالا مباشرا مع استمراريّة حزن الخنساء وعدم انقطاعها عن بكاء أخيها صخر، بالرّغم من أنّ شدّة بكائها قد خفّت تدريجيًّا إلّا أنّ حزنها ما زال مستمرًّا.    

 البيت السّادس:

وما عجول على بوّ تطيف به                              لها حنينان: إعلان وإسرارالعجول: الثّكلى الفاقدة ولدهاالبوّ: ولد النّاقة الميّت، يؤخذ جلده، يُحشى ويضعونه قرب الأم كي تدر اللّبن، وعندها تبدأ الأم بالحنين إلى ولدها تارة بصوت مرتفع وتارة بصوت منخفض.  

 الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:الوصف الاستطراديّ: نلاحظ أنّ الشّاعرة انتقلت في هذا البيت من الحديث عن نفسها إلى الحديث عن موضوع النّاقة من أجل المقارنة بين الحالتين هادفة إلى أنْ تبيّن أنّ حالتها أصعب من حالة النّاقة.التّفصيل: إعلانالطّباق: إعلان وإسرار والهدف إظهار لوعة الخنساء والّتي تارة يصحبها صوت عال وتارة صوت منخفض بسبب ضعفها.

 البيت السّابع:

يوما بأوجد منّي يوم فارقني                              صخر وللدّهر إحلاء وإمرارأوجد- أشدّ حزناإحلاء: ما يأتي به الدّهر من أمور حلوةإمرار: ما يأتي به الدّهر من أمور مرّةتخصّص الشّاعرة هذا البيت لذكرى ذلك اليوم الّذي انقلبت فيه حياة الخنساء، والّذي يعنبر الأشد جزنا وألما، ذاكرة أنّ الدّهر يأتي في الحلو والمرّ، أمّا ذلك اليوم فقد كان الأكثر مرارة بالنّسبة لها. 

الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:الطّباق: إحلاء وإمرار.التّضمين بين البيت السّادس والسّابع- (أوجد خبر ما في البيت السّابق). 

   البيت الثّامن:

إنّ صخرا لوالينا وسيّدنا                       وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّارالوالي: السّيّدنحّار: كثير النّحر (الذّبح)نشتو: زمن الشّتاء- زمن الجدب والشّدّةتبدأ الشّاعرة هنا وحتّى نهاية الأبيات المطلوبة بالتّغنّي بصفات الفقيد فتقول إنّه سيّدنا ووالينا، وفي حال القلّة يُكثر صخر من الذّبح.

الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:التّوكيد- إنّ صخرًاالتّرادف: والينا- سيّدناالتّكرار: إن صخرًا.أنافورا: إنّ صخراالمبالغة- نحّارالكناية: نحّار كناية عن الجود والكرم، فهو يذبح الإبل لإطعام المحتاجين في زمن القلّة والقحط.الشّرط: إذا نشتو لنحّار

 البيت التّاسع:

وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا                        وإنّ صخرا إذا جاعوا لعقّار المقدام: الباسل، الشّجاعركبوا- امتطوا الدّابّة بهدف الدخول إلى المعركةعقّار- نحّار (كثير الذّبح) 

الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:التّوكيد- إنّ صخرًا\ لعقّارالتّكرار: إن صخرًاألأنافورا- إنّ صخراالمبالغة- عقّارالكناية: عقّار كناية عن الجود والكرم، فهو يذبح الإبل لإطعام المحتاجين في زمن القلّة والقحط.  الشّرط: إذا ركبوا\ إذا جاعوا لعقّار الإظهار موضع الإضمار بهدف إظهار قيمة صخر بالنّسبة لها ولقومه أيضاالبيت العاشر:جلد جميل المحيّا كامل ورع                         وللحروب غداة الرّوع مسعارالجلد: القويّ الشّديد، جميل المحيّا: جميل الوجهكامل: كامل الأوصاف، تتجسّد فيه كلّ صفات الرّجولةورع: ذو تقوى- يتجنّب الأعمال غير الأخلاقيّةالرّوع: الخوف والحريمسعار: أداة تُحرّك بها النّار\ يمكن اعتبارها على أنّها صيغة مبالغة كذلكتستمرّ الشّاعرة في إبراز مناقب صخر قائلة:إنّه قويّ جميل ذو تقوى بأمره يأتمر الجيش، فهو مَن يُعلن الحرب.وكذلك ذو كرم لكثرة ما يوقد من النّار بهدف الإطعام.الأساليب والمحسّنات اللّفظيّة:جناس غير تامّ- ورع\ روع مبالغة- مسعار         

  •  

                  

تم عمل هذا الموقع بواسطة